بحسب نبأخبر،كثفت روسيا ضرباتها على خطوط السكك الحديدية في أوكرانيا لتعطيل الإمدادات العسكرية وخاصة الأميركية، استعدادا لشن هجوم جديد، كما قصفت فجر اليوم السبت منشآت طاقة أوكرانية في 3 مناطق، وأسقطت 68 مسيّرة أوكرانية فوق أراضيها، فيما أسقطت أوكرانيا بالمقابل21 من بين 34 صاروخا روسيا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أمني أوكراني، لم يشأ كشف هويته، قوله “إنها إجراءات تقليدية قبل شن هجوم” كبير متوقع خلال الأسابيع المقبلة. وأكد أن الهدف منه “شل الإمدادات ونقل الشحنات العسكرية”.
كما قالت الشركة الوطنية للسكك الحديدية إن هجمات روسية استهدفت البنية التحتية للسكك الحديدية أول أمس الخميس في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وفي منطقة خاركيف شمالي شرقي البلاد، ومنطقة تشيركاسي في وسطها.
ففي دونيتسك (شرق)، التي يقسمها خط الجبهة، قُتل 3 موظفين في شركة أوكرزاليزنيتسيا للسكك الحديدية بهجوم على موقع للقطارات، في حين استهدف هجوم آخر محطة سكك حديدية في بلدة بالاكليا في خاركيف (شمال شرق) المتاخمة لروسيا، مما أسفر عن إصابة 13 منهم 3 عمال سكك حديدية.
كما أدى قصف كثيف على مواقع تابعة للسكك الحديدية في مدينة دنيبرو ومنطقتها (وسط شرق البلاد) إلى مقتل موظفة لدى شركة أوكرزاليزنيتسيا وإصابة 7 أشخاص آخرين يوم 19 أبريل/نيسان الجاري.
وقبل أسبوع، تعرضت محطة سومي للقطارات (شمال) لأضرار جراء ضربة.
وتعرضت شبكة السكك الحديدية الأوكرانية مرارا لقصف روسي خلال العامين الماضيين. وطالت الضربات خصوصا محطات للقطارات مثل محطة كراماتورسك في شرقي البلاد، حيث قُتل عشرات الأشخاص معظمهم مدنيون كانوا يحاولون الفرار من القتال في أبريل/نيسان 2022.
من جهته، أكد الجيش الروسي أمس الجمعة أنه قصف “قطارا يحمل أسلحة غربية ومعدات عسكرية” في بلدة أوداتشنيه في منطقة دونيتسك الأوكرانية (شرق)، بالإضافة إلى “قوات ومعدات” عسكرية في بالاكليا.
ورغم أن الجيش الروسي لم يحدد تاريخ هذه الضربات، فإنه يبدو أنه تحدّث عن تلك التي ذكرتها السلطات الأوكرانية.
فترة عصيبة
وتأتي الضربات على شبكة السكك الحديدية الأوكرانية في وقت استأنفت فيه الولايات المتحدة مساعداتها لأوكرانيا والتي كانت مُجمّدة بسبب خلافات بين الجمهوريين والديمقراطيّين.
ووافق الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء الماضي على إرسال مساعدات عسكرية على الفور بقيمة مليار دولار إلى أوكرانيا، وهي الدفعة الأولى من حوالي 61 مليار دولار مخصصة لدعم أوكرانيا عسكريا.
ومن المفترض أن تصل أول شحنة من الأسلحة في غضون أيام وهي تشمل قذائف مدفعية وأنظمة دفاع جوي وأنظمة مكافحة الطائرات المسيرة، مما سيعوض نقص القذائف المدفعية التي تعاني منه كييف بسبب التأخير الكبير في تسلم المساعدات الغربية.
وفي السياق، حذر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف الاثنين الماضي من أن الوضع على الجبهة الأوكرانية سيسوء في منتصف مايو/أيار وأوائل يونيو/حزيران المقبلين، وستكون “فترة عصيبة”، مع تزايد المخاوف من هجوم روسي جديد.
كذلك، توقع مسؤولون غربيون أن تكون الأشهر الثلاثة المقبلة “صعبة جدا” على قوات كييف البرية.
تطورات ميدانية
وفي تطور ميداني جديد، قال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو إن روسيا هاجمت منشآت طاقة أوكرانية في ثلاث مناطق اليوم السبت، مما أسفر عن تدمير معدات وإصابة عامل واحد على
الأقل.
وأضاف جالوشينكو في منشور على تطبيق تليغرام، أن الضربات الروسية استهدفت منطقة دنيبروبتروفسك وسط أوكرانيا ومنطقتي لفيف وإيفانو فرانكيفسك غربي البلاد.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اعتراض 68 مسيّرة أوكرانية الليلة الماضية في إقليم كراسنودار وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو.
وأوردت الوزارة أن 66 من المسيرات أسقطت فوق إقليم كراسنودار والاثنين الأخريين فوق القرم.
وفي المقابل قال قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشتشوك اليوم السبت إن الدفاعات الجوية أسقطت
21 من بين 34 صاروخا خلال هجوم روسي الليلة الماضية.
وأضاف أوليشتشوك أن الطائرات المقاتلة الأوكرانية ووحدات صواريخ الدفاع الجوي ووحدات إطلاق النار المتنقلة ووسائل الحرب الإلكترونية شاركت في صد الضربات الصاروخية الروسية.
تسليم 140 جثة جنود
على صعيد آخر، ذكرت الهيئة الأوكرانية المسؤولة عن شؤون أسرى الحرب، في منشور على تطبيق تليغرام أمس الجمعة، أن أوكرانيا تسلمت جثث 140 جنديا قتلوا وهم يحاولون الدفاع عن مناطق دونيتسك ولوهانسك وزاباروجيا وخيرسون ضد الهجمات الروسية.
وأضافت أنه بمجرد التعرف على هويات القتلى، سيتم تسليمهم إلى ذويهم.
يُذكر أنه رغم القتال المستمر منذ أكثر من عامين بين روسيا وأوكرانيا، فإن الجانبين يتبادلان بانتظام جثث الجنود القتلى وأسرى الحرب.
ولم يُعرف بعد ما إذا كانت روسيا قد تسلمت جثث جنود قتلى في المقابل، وعدد هذه الجثث.